Monday, July 19, 2010

مقال الدكتور صلاح فضل عن الموت يشربها سادة فى الأهرام




وجدى الكومى مبدع شاب، لم يتجاوز الثلاثين من عمره، يشرب القهوة مع الموت فى ثانى رواية له، وهو المتخصص فى الآثار المصرية، حيث يمارس لونا من السرد العنيف، الصادم لحساسية القراءة، برائحة الواقع النفاذة، ومذاقه الحريف، ومشاهده التى لم تعد مرعبة.الراوى فى "الموت يشربها سادة" مساعد صحى فى عربة إسعاف، مع سائقها "عبده اغتيالات" يخوض فى أرصفة وميادين القاهرة، يخترق صدامات الشرطة مع المضربين، ويرى الضحايا ممنوعين من النقل إلى المستشفى خشية أن يلتقط الصحفيون صورهم، فيقدم لنا قطعة ملتهبة من نزيف الحياة المصرية ومفارقاتها الغليظة فى العقد الأخير، حيث يتلقى "نعيم" أوامره من الدكتور طارق فى المقر الرئيسى للإسعاف، موجهاً حركة عربته رقم "128" باللاسلكى.لكن الدكتور طارق "لا يتخيل الأغراض المتعددة للعربة، هو يعرف فقط غرضها السامى الوحيد، لم يخطر بباله أن داخلها جرت الاجتماعات السرية للمضربين من كل نوع، سائقى الميكروباصات، المقطورات، عمال مصنع الغزل، وكل المنشقين على رجال أمن دولته الذين يأتمر بأمرهم ويعطيهم تقارير سرية عن كل دبة نملة فى مركز الإسعاف.داخل عربتى اختبأ شباب 6 أبريل من بطش الأمن، وكذلك قادة إضراب المصنع، ورجال البرلس الذين أشعلوا النيران فى دروع ميكروباصات العمليات الخاصة من أجل الدقيق، حقيقة لن يخطر على بال طارق كل هذا، لن يخطر على باله كيف احتضنت هذه العربة لقائى الحميم الأول بصافيناز الكبير، التى ما أن علمت بأمر نفيى إلى نقطة إسعاف الكيلو 41 طريق القاهرة السويس حتى أرغمت زوجها ليتدخل ويأمر طارق بأن يسحبنى من هذا المنفى. إنها عربة ذات سطوة لا يوقفها أحد، سواء كانت هواجر الأمن المركزى أو أوامر طارق الإدارية، ولا يعرف قيمتها إلا مَن يجلس خلف مقودها، ويرى بنفسه قوة السارينة والكشاف الدوار فوقها، غير أن خشونة هذه المفارقات الفظّة التى يرويها نعيم عن امتزاج الأهداف النبيلة لعربة الإسعاف بمذاق الحياة اليومية فى ابتذالها الشهوانى وتواطؤاتها الاجتماعية تكشف عن وجه الحياة فى مصر اليوم من منظور الشباب بما يقوى عليه السرد المنطقى المنظم.أحشاء المدينة:ينزع هذا اللون من القص الجديد إلى تشكيل مشاهد توثيقية على طريقة "الكولاج" تستثير المخزون فى الذاكرة الجمعية لإضاءة بقع الواقع العريضة، بتوليفات زاعفة تكشف عن فجاجته دون مواربة، مثل تلك اللوحات الفنية التى تتشكل من الألياف والأقمشة والأسلاك والعاديات، لتستخرج من أنساقها المختلطة أطيافاً جمالية فاتنة ما كان لها أن تتولد بغير هذه الطريقة، فهو يحكى مثلا قصة تعرفه على "لولا" التى كثيرا ما يبكى على صدرها فى لحظات نشوته وعذاباته، فقدم لنا وثيقة صاخبة عن حالات التحرش الشهيرة فى شوارع القاهرة حينما تقبل الأعياد، تزدحم منطقة وسط البلد بشباب هائج، ألسنتهم تتدلى على كل العابرات حتى المحتشمات، يفتحون "سوست" بناطيلهم أمام الفتيات، ولا يستحون من فعل ما هو أكثر من ذلك، ولأن "لولا" و"صافى" يعرفان أن هذا هو موسم "الكافيه" (الذى يجلبان له الزبائن من الشارع) فهما يكثران من "الميك آب" على ملامحهما، وكذلك البلوزات الحابكة على نهديهما. ازداد احتقان المحتفلين بالعيد، فاندفعوا فى هياج إلى المساحة الضيقة بين سينما ميامى ومحل الملابس وسقطوا فوق الفتاتين.. الشرطة لم تأت إلا بعد اتصالات متكررة من السينما بخصوص الأضرار التى وقعت عليها، أما نحن "رجلى الإسعاف" فقد انتزعنا لولا وصافى محطمتين تماما وممزقى الثياب.. نجت لولا وأصبحنا أصدقاء، فصارت تمنحنى حنانا خاصا لا يعرفه الآخرون، وهكذا ينتهى أمر المنقذ بدوره إلى ما هو أبعد مما ذهب إليه المتحرشون، لكن فى سياق إنسانى مختلف، يجعل من الجميع ضحايا للنزق والكبت وشروط الضرورة، وهم يسعون بلهفة إلى الحرية فى مظاهرها السياسية والاجتماعية والإنسانية.الموت الرحيم: لعل أقسى ما تمثله هذه الرواية فى تجسيدها لبشاعات الحياة الراهنة ما يشيعه الراوى بتلقائية غريبة من عدمية وسخرية أليمة فى كشفه عن مرض أسرته المزمن بسرطان القولون، وانتهاء الأمر بهم إلى حمل "كيس براز" فى طيات ثيابهم مما يلوث شعورهم مهما اجتهدوا فى إخفاء رائحته، وما صحب ذلك من تطور داخلى يعانيه "نعيم" فيدفعه لاحتراف ممارسة "القتل الرحيم" على من يقع تحت يده فى عربة الإسعاف حتى لا يسهم فى إطالة أعمارهم وزيادة معاناتهم بحياة محكومة بالعجز والتعويق، يفعل ذلك أولاً مع والد صديقته "لولا" التى استنجدت به لإسعافه من أزمة قلبية مفاجئة "لولا" كانت تجلس أمامى تبكى، وأبوها يستلقى بيننا.. كان بوسعى إنقاذ الرجل بأكثر من طريقة، حقنه بحقنة "إدرينالين" التى تفيد فى الأزمات القلبية، أيضا قرص "ديانترا" لتنشيط عضلة القلب، كل هذه الوسائل كان بإمكانى عملها، لكنى لم أفعل أى شىء من هذا، فماذا يضير "لولا" لو مات أبوها، ستظل تعمل فى كافيه الممر الضيق.. هو الوحيد المضار لو نجا، سيظل يواصل صعوده ولن يشفى من مرضه العضال، وتصل هذه المواقف إلى ذروة تأزمها، عندما يزور الراوى أمه التى ترقد فى العناية المركزة وتنازعه نفسه لنزع الأنابيب التى تبقيها على قيد الحياة كى يريحها من عذاب المرض، لكن قوة مشاعر البنوة تحبط هذا الوازع الإجرامى دون أن تفلح فى تغيير طريقة تفكيره، حيث أصبح يتعايش مع الأشباح ويناجى الموت ويتناول القهوة معه فى محل البن البرازيلى قبل أن يكتشف أمره ويتلقى من طارق قتله. *نقلاً عن جريدة الأهرام الإثنين التاسع عشر من يوليو

1 comment:

Anonymous said...

1-الإطار العام .وصف الخدمة: .تستقبل عمادات القبول والتسجيل في الجامعات، أو وحدات التسجيل في الكليات والمعاهد جميع الراغبين في الالتحاق بالدراسة وفق جدول تسجيل محدد ومقيد بالنسب المطلوبة لكل تخصص. .نشأة المشكلة: .تنشأ مشكلة التسجيل من العدد الهائل من المتقدمين والحاصلين على النسب المطلوبة، حيث أن معدل وصول العملاء (المتقدمين) طالبي الخدمة (التسجيل) سريعاَ بدرجة تفوق معدل أداء الخدمة من جانب من يعمل بوحدة تأدية الخدمة (موظفي التسجيل). .الهدف من استخدام نظرية صفوف الانتظار: .هدف النظرية هو علاج المشكلة للوصول إلى الموقف الأمثل الذي يحقق خفضاَ في وقت الانتظار للعملاء (المتقدمين) بحيث تصبح مدة الانتظار أقل ما يمكن. 2-2- استخدام النظرية (عناصر النظرية) العميل/العملاء .مركز/مراكز الخدمة .قناة/قنوات الخدمة .نظام الخدمة .3-3- تقييم الخدمة . ملاحظة (احتمال وجود/حساب) عدد من العملاء في الخدمة (انتظار، خدمة). . حساب متوسط عدد العملاء في الخدمة. . حساب متوسط الوقت الذي تقضيه الوحدة في الخدمة. . حساب متوسط الوقت الذي يقتضيه العميل في خط الانتظار قبل وصوله للخدمة. .4-4- مقترحات لحل المشكلة . زيادة عدد قنوات الخدمة (الموظفين) بحيث تصبح هناك زيادة في عدد صفوف الانتظار. . توزيع العملاء (المتقدمين) بأعداد متساوية في كل صف انتظار. . مقارنة أداء قنوات الخدمة على حسب عدد المستفيدين خلال مدة زمنية واحدة (لمعرفة أسباب القصور في الأداء والتأخير في أداء الخدمة، ومعاقبة المقصرين). .بالتوفيق المرجع .برهمين، أميرة .استخدام صفوف الانتظار في تقييم الخدمات التعليمية بحوث العمليات واستخدام الحاسب الآلي