Friday, April 20, 2007

قصة


السطور



وحيدا .. أعدو منذ السطر الأول ، أتمنى الاختباء بين ثنايا كفك ، تصرخ الروح فى محبسها ، تصرخ الدماء فى أوردتى ، كتفى الذى يحبو بجوار كتفك ، همساتى .. "وحشتينى" "وأنت أكثر " ما من مرة تلفظيها ، كأن السطر يطول يستكثر الانتهاء ، لعله صراط يضيق ويحتد كالشعرة ، السقوط وشيك ، لكنى أحتمل سخونته التى تفلق بطن قدمى .. " الشقة بعيدة .. والشغل لسه ! " " بس البداية يا حبيبى " قليلة هى السطور بصفحتنا ، سطران آخران وتنتهى المتاعب ، أطوح بأصابعى الملتاعة للقبض على السطر الثانى ، قبل أن يعاجلنى .. " اللى تدفعه فى المواصلات .. تدفعه هنا أحسن " " بس بداية " أكاد أجن بعد النجاة ، الهوة تتسع بين كل سطر ، أبحث عنك، تنزلق الدمعة الوليدة عندما تقوليها ، حبيبى ، كلمتك التى تقبل أذنى ، أهم بك ، تبتعدين ، أكرر المحاولة قبل اقتراب القهوة التى لم أكن أشربها .. " ليست مشكلة .. بسيطة خالص " " لما أكون فى بيتك يا أستاذ .. بيتك هناااااااك " أقفز للسطر الثالث ، محاذرا من انسكاب القهوة ، أضاعف سرعتى لعلى أتخطى السطور إلى البياض الذى يشرق بطول صفحتنا ، البياض الذى ما أن أدس وجهى به ، حتى أبرأ من سواد وش الفنجان .. " قهوتك يا بنى " " شكرا يا حماتى " الروح الحبيسة ، الدمعة الوليدة ، تبغيان رؤيتك فى الخواء الذى انتصب فجأة ، التصحر الذى أصاب صفحتنا ، التهم البياض، تراصت السطور كالجراد ، ككثبان الرمال، تغور قدماى، بينما تبتعدين ، أجن وأنا أقاوم دوامات السطور .. " ليس سوى بياضك دواء " " قولي ظروفه وحشة " " مش ممكن أقول عنك كدا " " قولى مش متفاهمين .. عيان ..تعبان " سيف الظمأ يشق ريقى ، وحده فوران القهوة ، يصرخ كى يطفئ النار ، حاشدا المزيد من دوامات السطور ، تزحف كلها ، طوقتنى ، وثب إحداها ملتفا برقبتى ، انسكبت تلك على قدمى ، شمس الغروب تتوارى هلعا ، بينما وحدى أصرخ دافعا ذاك عن رقبتى ، وهؤلاء عن ساقى ، عيناك تنزلق خلف شمس الغروب ، أنهض ، أتعثر ، أسقط ، عيناك تتوارى .. تتوارى ..