Tuesday, September 9, 2008

Sunday, August 31, 2008

"شديد البرودة ليلاً" قصة "غازي" و"جايل".. والملح على الجرح!


أشرف توفيق


"لم لا ننهي كل شيء الليلة، نكتفي بهذا القدرعودوا لبيوتكمانسونا تماماانسوا أنكم عرفتمونا يومانحن نطهو طعامكمونربي أطفالكم وننظف ثيابكم التحتيةونتحمل فظاظتكم وقذارتكمنعدّ فراشكموندفئ ماء الاستحمام لكموندعك ظهوركم التي لا تصلها أذرعتكم الممتلئةوندير أعمالكمونغسل أموالكمونلتقط صوركمبينما تبتسمون ابتساماتكم البلهاءوننشرها في الجرائد"..


هكذا يلخص الروائي الشاب "وجدي الكومي" الحال العربي في روايته الصادرة حديثا عن دار العين "شديد البرودة ليلا" و التي تعد الرواية الأولى له وإن سبقتها العديد من القصص القصيرة التي نال على معظمها الكثير من الجوائز.. وسبقتها أيضا قراءات عديدة لاتجاهات مختلفة في الرواية ليستخلص من كل هذه الاتجاهات اتجاهه الخاص وأسلوبه المميز السهل في روايته الأولى.
تتناول أحداث الرواية فترة صعبة في تاريخ العالم العربي وهي فترة غزو العراق للكويت.. تلك الفترة التي كانت صدمة لجيل كامل استيقظ صباحا فوجد أن دولة عربية غارت على جارتها والعالم العربي والمجتمع الدولي يمثل دور المتفرج بمنتهى البراعة.
ستصاب في الرواية بالكثير من الصدمات.. والكثير من المفاجآت المتلاحقة.. وستقابلك الكثير من المفردات الحياتية.. وإذا كنت من النوع الذي يفضّل انفصام شخصية البطل وكونه شخصا غير سويّ فستجد هذا أيضا.. وإذا كنت من النوع الذي يهتمّ بحرية التناول وحرية الحديث عن الجنس فلن يخذلك الكاتب أيضا.. باختصار: الرواية ربما تحمل لك كل ما تحتاجه من إشباع روائي.
تدور الرواية حول ذلك الشاب الذي أنهى دراسته في مصر بعد أن تعرّف على "غازي" ذلك الشاب الكويتي الذي يدرس في القاهرة والذي كانت هوايته ممارسة الجنس وتصوير علاقاته المحرمة في قصره الفخم باستخدام بطل الرواية بعد أن صارا صديقين.. وبعدها سافر إلى العراق للعمل ثم عاد إلى مصر مرة أخرى ليؤدي الخدمة العسكرية الإجبارية بعد أن تهرب من خدمته ويلتحق بعدها بالقوات التي ستسافر إلى الكويت للمشاركة في حرب العراق والكويت المعروفة.. ويقفز بنا الكاتب إلى فترة أخرى في حياته بعد أن انتهت الحرب لنكتشف أن البطل قد بدأ العمل في الخليج من جديد بتوصية من "غازي".. وكان عمله عبارة عن توريد فتيات ليل إلى الخليج للعمل صوريا في دور الأزياء وخلافه من خلال توريط البنات المتقدمات في علاقات جنسية بالرغم منهن.. لإسكاتهن في ممارسة عملهن القادم.. وبالطبع لم يجد "غازي" موظفا أهلا لهذا العمل أكثر من صديقه!
وبتطور الأحداث نكتشف انفصام شخصية البطل. وكيف أنه يحمل بين طياته أكثر من شخصية وذلك من جراء ما رآه في الحرب من أهوال يشيب لها الوليد.. ودائما يظل البطل في صراع دائم بين شخصياته الداخلية.. بين الحلم في داخله الذي يمثله "جايل" وبين البطل بحد ذاته الذي لا يعلم مصيره وما القوة التي تدفعه لكل ما يفعله طوال أحداث الرواية.
أجاد "وجدي الكومي" حتى استخدام أسماء أبطاله كدلالات على ما تحمله من أحداث.. فقد استخدم اسم صديق البطل الكويتي الداعر "غازي" كدلالة على ما يحمله هذا الشخص للبطل من غزو فكري وأخلاقي وربما تمدد المضمون ليحمل ما يحمله مثل هذا البطل من غزو بأمواله وموبقاته للبلاد العربية المهضومة والتي ما زالت تحاول الغوص ضد تيار المال في مقابل الجسد.واستخدم اسم الشخصية الأخرى للبطل والتي يحملها داخله "جايل".. و"جايل" هو الشخص الذي يكون مع البطل في كل جولاته طوال الرواية.. في خنادق الحرب وفي الطائرة التي يستقلها ليجلب فتيات الليل من البلدان العربية الأخرى إلى الخليج.. كلما وقع البطل في لحظات ضعفه خرج "جايل" ليصبح أقوى ويكيل له الضربات الموجعة انتقاما من نفسه على ما بدر منه في حق الجميع وأولهم نفسه.. "جايل" هو الخواطر التي تجول في نفس الباطل .. هو ذلك الهاجس الذي يفسد عليه استمتاعه بما يفعله من موبقات.. هو الهاجس الذي يتحرر من كل قيود المجتمع والحياة ليخطو على خطوات ضعف صاحبه ويحقق إنجازاته التي نسيها البطل في غمار حياته العفنة.
كما استخدم الكاتب اسم البطلة المجهولة التي لم تظهر في الرواية إلا من خلال ذكريات البطل "ليلى".. وكأنه أراد أن يستخدم ذلك الاسم المرتبط دوما بالحب والعشق والأمل والحلم.. وكأن "ليلى" هو ذلك الأمل والحلم الذي تركه البطل وضحّى به في سبيل استسلامه لعجزه وضعفه.
(شديد البرودة ليلا) رواية أولى لروائي جديد جيد.. منحه حبه للروائيين الآخرين وأولهم "صنع الله إبراهيم" ذلك الأسلوب الملحمي والمتنقل.. الذي يجعلك دائما على موعد في كل فصل مع مفاجأة أو على الأقل سيجذبك من أول وهلة لتقرأ بانتباه شديد حيث يقذفك من زمن إلى زمن .. من البدايات إلى الحرب ومن الحرب إلى البدايات ومن الحرب إلى النهاية والعكس..
ولم يثنِ "دار العين" عن نشر الرواية رفض عمال المطبعة طبع الرواية لما تحتويه من إسقاطات ومشاهد -وإن كنت أرى من وجهة نظري أن ما بها من تجاوزات يقل كثيرا عن غيرها من الروايات الأخري- فاتجهت "دار العين" إلى مطبعة أخرى وكأنها تعلن أن الرواية الجيدة ستظهر إلى النور إن آجلا أو عاجلا. (شديد البرودة ليلا) رواية جيدة لروائي جيد.. تضع قطرات الملح على ذلك الجرح الغائر في عروبتنا.. فهل سنلتفت إلى معالجة الجرح؟ أم سنكتفي بالألم؟!

Tuesday, August 12, 2008

حوارى فى أخبار الأدب عدد 787 بتايخ 10\8\2008

وجدي الكومي عن شديد البرودة ليلا


كلنا شركاء في الجريمة

Thursday, July 17, 2008

Sunday, June 1, 2008

عندما يرفض عمال المطبعة نشر روايتك

هل لأن عمال المطابع رفضوا طباعتها نتنبأ لها بأن تحدث ضجة ؟
سؤال اسأله لنفسى بعد الخبر الذى وضعه صديقى الشاعر والصحفى وائل السمرى عن الرواية فى اليوم السابع حيث تنبأ للرواية بأن تحدث هزة فى الوسط الثقافى مثلما فعلت قصيدة شرفة ليلى مراد للشاعر حلمى سالم
وذلك لأنه قد حدث لها ما حدث لـ شرفة ليلى مراد ، كلاهما - الرواية والقصيدة - رفض عمال المطبعة أستكمال نشرهما ، أفكر كثيرا فى الموضوع.
تحدثنى نفسى انه قد يكون فى صالح الرواية.
قد يكون الحدث - رفض الرواية - من الأحداث الدعائية لرواية ومؤلف لا أحد يعرفهما
والذى حدث كالتالى ببساطة
أن الدكتورة فاطمة البودى قد اخطرتنى بأن المطبعة التى تتعامل معها الدار ، رفضت طبع شديد البرودة ليلا ، على الرغم أنه كان هناك كتب أخرى تتطبعها الدار فى نفس المطبعة.
تمسكت الدكتورة فاطمة البودى برغبتها فى طبع الرواية على الرغم مما حدث ، وقالت لى مستنكرة : هو هيعمل نفسه رقيب .. (تقصد صاحب المطبعة)
كل ما اقوله قد يكون سابق لأوانه
والله اعلم بما سوف يحدث
الرواية الآن فى مطبعة أخرى لم ترفضها وبدأت بالفعل على حد علمى طبعها وقطعت اشواطا فيها

Thursday, May 22, 2008

الغلاف أصبح حقيقة


الغلاف أصبح حقيقة
كما تسلمناه من الفنان المبدع أحمد اللباد
والغلاف هنا يزف إلى المطلعين على هذه التدوينة أن صدور الرواية وشيك عن دار العين للنشر
وبهذه المناسبة اسمحوا لى أن أنشر لأول مرة مجتزأ من الرواية
شديد البرودة ليلا

بدأت تنجلى حقيقة كوني وغدًا حينما عقدت مقارنة بين غازي وجايل لأحكم من منهما أحق بليلى.
قبل ذلك لم أعرف هذه الحقيقة ;لأني لم أجربها، في الجامعة لم أكن ذلك الوغد، كنت على الحياد دائمًا، لم أشترك فى أنشطة طلابية، كنت أعلم أن البعض يتملق الفتيات من أجل أجسادهن، السكوت في هذه الحالات يعتبر نبلا، هكذا تقول القواعد، للصاحب على صاحبه رذائل ثلاث، من بينها السكوت لحظة إغوائه امرأة.
التقيت بغازى فى السنة الأخيرة من الدراسة، كانت الأولى له، استثار الخلايا السرطانية الخامدة لدى الجميع بمظاهره المثيرة، سيارته الحديثة، ملابسه، عطره، أشياء كثيرة كانت كلها خارج أسوار الجامعة نقلها لنا فانتسبت له وليست إلى بى إم دبليو ودانهيل وكليفن كلاين، فصارت سيارة غازي، عطر غازي، ملابس غازي، وأصبحت نهرنا الملعون الذي لا تروي رشفة منه أى ظمأ.
مع غازي عرفت محلات الملابس، السوبر ماركت، الأندية الليلية، يقول غازي:
تلك المحلات مجرد فروع صغيرة للموجودة بالكويت.
لا يقلل غازي من شأن البلد، فقد نقلت براميل النفط بواسطة ناقلات عليها أعلام أجنبية وسط حرب السنوات الثماني، أقمشة الأعلام كما كفلت الحماية للبراميل حملت لهم ألوان الموضة الجديدة، الأغاني، الأطعمة السريعة، يقول غازي:
الموضة كانت تظهر أولا عندكم، لكنها صارت تصلكم بعد أن تمر على الخليج، حتى أجدادي الذين استخدموا الجمال فى عبور الصحراء، لن يتصورا أن حفيدهم يقطعها فى أفضل درجات First Class .
السأم يدفعنا لابتكار طرق جديدة لقضاء الوقت غير الأندية الليلية والتسوق بالسوبر ماركت ومحلات الملابس، فنقضي الوقت في فيلته التي تمتزج بها الحضارتان الشرقية والغربية مزيجًا مخفقًا في أغلب الأركان، والداه يحرصان على لوحات للميناء القديم المطل على الخليج والجزر المتناثرة فيه، يفرشان المنزل بأبسطة فاخرة من طراز عربي قديم، سيفان متقاطعان على الحائط ، كل هذا يختفي عند عتبة باب الدور الثانى الذى يستغله غازي، من أول هذا الباب يعلق غازي صورة ضخمة لجيفارا كأنه يمعن فى إذلاله بإحاطته بهذا الترف، يعقبها لوحات لمشاهير البوب والروك أند رول، أطر تملأ المكان حتى حجرة نومه تحوي صورًا كثيرة لمطربين أجانب لم أسمع عنهم، ثم صورة كبيرة له فوق فراشه مرتديًا ملابسه الضيقة التى لا تفارقه إلا لحظات الغرام وشعره منتصبًا كعُرف ديك مقلدًا ملك البوب الشهير.
يمد لي كأسًا تسبح فيه تمرات، أرتشف رشفة من الكأس، تمتعض ملامحي، أقل ما يوصف أنه براز خنزير، يضحك مرددًا:
براز خنزير، هو مر فى فمك ; لأنك فكرت فى فصل مكوناته بلسانك ، دع المهمة لمعدتك، أجدادي عندما وجدوا البترول لم يتذوقوه.
يعرفني على الأنشطة التى يمارسها فى الفيلا، يحكي عن الفتيات اللواتى يستقبلهن بالطابق الثاني، بعضهن بنات عائلات لن أصدق وجودهن معى فى نفس الغرفة.
تساءلت:
هل سأحضر وجودهن؟ هل ستعرفني بهن؟
يضحك غازي وتتهدل خصلات شعره على جبينه، يقول:
ستحضر اللقاءات، ستراهن ولن يرونك، من خلف حجاب ستحمل دفترك وتقيد فيه الزائرات وتوقيعاتهن دون أن يعرفن أن حضورهن قد سجل فى دفترك.
تصوير الأفلام الجنسية لم يخطر لى على بال بينما أشاهدها مع الرفاق فى المدرسة الثانوي، أو حينما تراجع الفيديو ليفسح المجال للأقمار الصناعية بثها ليلا ونهارا ، في البداية لم أستطع التعامل مع الكاميرا الحديثة، بدأ غازي يدربني على استعمالها وضبط الكادر المطلوب تصويره، تدريبات غازي كانت عبارة عن حركات سريعة يقوم بها أمامى ليدربني على سرعة التنقل خلفه بفوهة العدسة، نقوم معًا بعرض اللقطات مبديًا ملاحظاته على كل لقطة لتجنبها المرة القادمة، ونعيد المشاهد ثانية، يزودني غازي بفنيات التصوير، ضبط الكاميرا على لقطة معينة ووضع معين، التقريب، كل هذه الليالى، كانت زجاجات البيرة تتراكم فى الطابق الثانى بجوار فراش غازي مسرح العمليات.
أولى تنبيهات غازى بعد الانتهاء من تعلم التصوير، ضبط النفس وتمالك أعصابي في أثنائه، عدم الانفعال وعدم الحركة كى لا تهتز الكاميرا ،وتخرج اللقطات مضطربة، يقول غازي:
نحن لا نصور فيلمًا من أفلام الفيديو، الغرض منافسة الفضائيات!
تحين الساعة ويدق جرس أولى الزائرات، أصوب العدسة تجاه الباب الذى يفتحه غازي، تدخل الفتاة، يرحب بها ترحيبًا حميمًا، تتوالى اللقطات، أتأكد أكثر من مرة أن لمبة وظيفة التشغيل تعمل، أتوارى خلف ستار فى بهو الطابق الأول، يغلق غازي الباب خلفها ثم يضمها مغمغمًا:
هلا وغلا نور عيني
ترتدي رداءً قطنيًّا حابكًا، سرعان ما نضت عنها الجاكت ببساطة، كأنها في منزلها، يلف غازي خصرها بساعديه غزيري الشعر، تضحك في مجون مغمغمة بكلمات متقطعة من قبلاته المحمومة على شفتيها:
ألن نشرب شيئًا أولاً ؟
يلتصق بها ويواصل ربته على أجزائها قائلا:
خذي نصح أحد أبناء المناطق الحارة، عند عودتنا من الخارج ،نبدأ أولا فى التخفف من ملابسنا قطعة قطعة.
يردد الكلمتين الأخيرتين بينما رداؤها يرضخ للمساته التى تزيله عن جسدها وهي تضحك منتشية.
يمارس غازي العنف، اللقطات التي انتقلت إلى الطابق الثانى تصور وحشًا يأكل في نهم فريسة تحته، التعمد في الإيلام بعد طول انتظار، يلتهمها غازي، صياحها المتألم لا ينقطع، لا يسلك الطرق المعهودة فى ممارسة الجنس، آهات مدوية ، الفيلا تتميز ببعدها عن مناطق مأهولة ، لذلك تتأوه فتيات غازي كما يحلو لهن.
فى البدء كان من الصعب مشاهدة ما يحدث وكبت الانفعال، خرجت بعض اللقطات مشوهة لأني شاركت وانطبعت مشاركتي على الستائر الحاجبة بينى وبينهم، مشاركتى كانت رغمًا عني، فيداي مشغولة بالكاميرا، طبعًا توقف التصوير أيامًا لم يتركني فيها غازي وحدي بينما أبحث عن دواء للتدفق الذى أصابنى لا إراديًّا، كان يهمه استئناف التصوير بأسرع ما يمكن كيلا يتعطل جدول الزائرات، تلقيت جرعات أكبر من الأدوية معظمها أصابنى بخمود دائم، توقفت على أثرها مشاركتى على الستائر وانضبطت المشاهد أكثر من ذى قبل.

Monday, February 18, 2008

دار العين

اليوم 18 فبراير 2008
اليوم تم توقيع العقد مع دار العين للنشر
لنشر روايتى ( شديد البرودة ليلا )
انا ما صدقتش نفسى يا اخوانا لما مضيت
يا سلام
مضيت
وبكيت
لأنى افتكرت أمى
الله يرحمها
كان نفسى تشاركنى فرحتى باللحظة دى
سنوافيكم تباعا بأخبار الرواية