Thursday, May 22, 2008

الغلاف أصبح حقيقة


الغلاف أصبح حقيقة
كما تسلمناه من الفنان المبدع أحمد اللباد
والغلاف هنا يزف إلى المطلعين على هذه التدوينة أن صدور الرواية وشيك عن دار العين للنشر
وبهذه المناسبة اسمحوا لى أن أنشر لأول مرة مجتزأ من الرواية
شديد البرودة ليلا

بدأت تنجلى حقيقة كوني وغدًا حينما عقدت مقارنة بين غازي وجايل لأحكم من منهما أحق بليلى.
قبل ذلك لم أعرف هذه الحقيقة ;لأني لم أجربها، في الجامعة لم أكن ذلك الوغد، كنت على الحياد دائمًا، لم أشترك فى أنشطة طلابية، كنت أعلم أن البعض يتملق الفتيات من أجل أجسادهن، السكوت في هذه الحالات يعتبر نبلا، هكذا تقول القواعد، للصاحب على صاحبه رذائل ثلاث، من بينها السكوت لحظة إغوائه امرأة.
التقيت بغازى فى السنة الأخيرة من الدراسة، كانت الأولى له، استثار الخلايا السرطانية الخامدة لدى الجميع بمظاهره المثيرة، سيارته الحديثة، ملابسه، عطره، أشياء كثيرة كانت كلها خارج أسوار الجامعة نقلها لنا فانتسبت له وليست إلى بى إم دبليو ودانهيل وكليفن كلاين، فصارت سيارة غازي، عطر غازي، ملابس غازي، وأصبحت نهرنا الملعون الذي لا تروي رشفة منه أى ظمأ.
مع غازي عرفت محلات الملابس، السوبر ماركت، الأندية الليلية، يقول غازي:
تلك المحلات مجرد فروع صغيرة للموجودة بالكويت.
لا يقلل غازي من شأن البلد، فقد نقلت براميل النفط بواسطة ناقلات عليها أعلام أجنبية وسط حرب السنوات الثماني، أقمشة الأعلام كما كفلت الحماية للبراميل حملت لهم ألوان الموضة الجديدة، الأغاني، الأطعمة السريعة، يقول غازي:
الموضة كانت تظهر أولا عندكم، لكنها صارت تصلكم بعد أن تمر على الخليج، حتى أجدادي الذين استخدموا الجمال فى عبور الصحراء، لن يتصورا أن حفيدهم يقطعها فى أفضل درجات First Class .
السأم يدفعنا لابتكار طرق جديدة لقضاء الوقت غير الأندية الليلية والتسوق بالسوبر ماركت ومحلات الملابس، فنقضي الوقت في فيلته التي تمتزج بها الحضارتان الشرقية والغربية مزيجًا مخفقًا في أغلب الأركان، والداه يحرصان على لوحات للميناء القديم المطل على الخليج والجزر المتناثرة فيه، يفرشان المنزل بأبسطة فاخرة من طراز عربي قديم، سيفان متقاطعان على الحائط ، كل هذا يختفي عند عتبة باب الدور الثانى الذى يستغله غازي، من أول هذا الباب يعلق غازي صورة ضخمة لجيفارا كأنه يمعن فى إذلاله بإحاطته بهذا الترف، يعقبها لوحات لمشاهير البوب والروك أند رول، أطر تملأ المكان حتى حجرة نومه تحوي صورًا كثيرة لمطربين أجانب لم أسمع عنهم، ثم صورة كبيرة له فوق فراشه مرتديًا ملابسه الضيقة التى لا تفارقه إلا لحظات الغرام وشعره منتصبًا كعُرف ديك مقلدًا ملك البوب الشهير.
يمد لي كأسًا تسبح فيه تمرات، أرتشف رشفة من الكأس، تمتعض ملامحي، أقل ما يوصف أنه براز خنزير، يضحك مرددًا:
براز خنزير، هو مر فى فمك ; لأنك فكرت فى فصل مكوناته بلسانك ، دع المهمة لمعدتك، أجدادي عندما وجدوا البترول لم يتذوقوه.
يعرفني على الأنشطة التى يمارسها فى الفيلا، يحكي عن الفتيات اللواتى يستقبلهن بالطابق الثاني، بعضهن بنات عائلات لن أصدق وجودهن معى فى نفس الغرفة.
تساءلت:
هل سأحضر وجودهن؟ هل ستعرفني بهن؟
يضحك غازي وتتهدل خصلات شعره على جبينه، يقول:
ستحضر اللقاءات، ستراهن ولن يرونك، من خلف حجاب ستحمل دفترك وتقيد فيه الزائرات وتوقيعاتهن دون أن يعرفن أن حضورهن قد سجل فى دفترك.
تصوير الأفلام الجنسية لم يخطر لى على بال بينما أشاهدها مع الرفاق فى المدرسة الثانوي، أو حينما تراجع الفيديو ليفسح المجال للأقمار الصناعية بثها ليلا ونهارا ، في البداية لم أستطع التعامل مع الكاميرا الحديثة، بدأ غازي يدربني على استعمالها وضبط الكادر المطلوب تصويره، تدريبات غازي كانت عبارة عن حركات سريعة يقوم بها أمامى ليدربني على سرعة التنقل خلفه بفوهة العدسة، نقوم معًا بعرض اللقطات مبديًا ملاحظاته على كل لقطة لتجنبها المرة القادمة، ونعيد المشاهد ثانية، يزودني غازي بفنيات التصوير، ضبط الكاميرا على لقطة معينة ووضع معين، التقريب، كل هذه الليالى، كانت زجاجات البيرة تتراكم فى الطابق الثانى بجوار فراش غازي مسرح العمليات.
أولى تنبيهات غازى بعد الانتهاء من تعلم التصوير، ضبط النفس وتمالك أعصابي في أثنائه، عدم الانفعال وعدم الحركة كى لا تهتز الكاميرا ،وتخرج اللقطات مضطربة، يقول غازي:
نحن لا نصور فيلمًا من أفلام الفيديو، الغرض منافسة الفضائيات!
تحين الساعة ويدق جرس أولى الزائرات، أصوب العدسة تجاه الباب الذى يفتحه غازي، تدخل الفتاة، يرحب بها ترحيبًا حميمًا، تتوالى اللقطات، أتأكد أكثر من مرة أن لمبة وظيفة التشغيل تعمل، أتوارى خلف ستار فى بهو الطابق الأول، يغلق غازي الباب خلفها ثم يضمها مغمغمًا:
هلا وغلا نور عيني
ترتدي رداءً قطنيًّا حابكًا، سرعان ما نضت عنها الجاكت ببساطة، كأنها في منزلها، يلف غازي خصرها بساعديه غزيري الشعر، تضحك في مجون مغمغمة بكلمات متقطعة من قبلاته المحمومة على شفتيها:
ألن نشرب شيئًا أولاً ؟
يلتصق بها ويواصل ربته على أجزائها قائلا:
خذي نصح أحد أبناء المناطق الحارة، عند عودتنا من الخارج ،نبدأ أولا فى التخفف من ملابسنا قطعة قطعة.
يردد الكلمتين الأخيرتين بينما رداؤها يرضخ للمساته التى تزيله عن جسدها وهي تضحك منتشية.
يمارس غازي العنف، اللقطات التي انتقلت إلى الطابق الثانى تصور وحشًا يأكل في نهم فريسة تحته، التعمد في الإيلام بعد طول انتظار، يلتهمها غازي، صياحها المتألم لا ينقطع، لا يسلك الطرق المعهودة فى ممارسة الجنس، آهات مدوية ، الفيلا تتميز ببعدها عن مناطق مأهولة ، لذلك تتأوه فتيات غازي كما يحلو لهن.
فى البدء كان من الصعب مشاهدة ما يحدث وكبت الانفعال، خرجت بعض اللقطات مشوهة لأني شاركت وانطبعت مشاركتي على الستائر الحاجبة بينى وبينهم، مشاركتى كانت رغمًا عني، فيداي مشغولة بالكاميرا، طبعًا توقف التصوير أيامًا لم يتركني فيها غازي وحدي بينما أبحث عن دواء للتدفق الذى أصابنى لا إراديًّا، كان يهمه استئناف التصوير بأسرع ما يمكن كيلا يتعطل جدول الزائرات، تلقيت جرعات أكبر من الأدوية معظمها أصابنى بخمود دائم، توقفت على أثرها مشاركتى على الستائر وانضبطت المشاهد أكثر من ذى قبل.

1 comment:

Anonymous said...

الف الف الف مبروك ياجوزى ياحبيبى
الرواية تحفة يااحسن روائى
فى الدنيا ويارب فى نجاح دائم
وفى انتظار الرواية